play_list

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

عندما يجتمع .............. الخوف والقلق والحرمان!!!

عندما يجتمع .............. الخوف والقلق والحرمان

تتغير رؤيته الانسان للامور فى هذه اللحظة عن السابقة لها عن اللى تليها فكل لحظة تمر علينا تكسبنا فرح او حزن معرفة بشئ جديد او تغيير وضع حالى وهذا يجعلنا نغير من وجهات نظرنا نحو كل الامور

وهذا ما حدث لى بعد ان قضيت ذلك اليوم هناك فى أقصى الشمال فلا تفكر كثيرا الان فى ماذا سيحدث عندما عندما يجتمع الخوف والقلق والحرمان لانك حتما ستغير رأيك بعد ا ناقص لكم قصة يومى الذى انتهى ولكنه أضاف لى الكثير.

فتعالوا اعرفكم على أبطال قصتى..

***************************************

الخوف................ أنا

نعم فالخوف هو جزء من شخصيتى بل اغلبها فقد خرجت لاواجهه الدنيا وانا لا اقوى على هذه المواجهه فلم أبلغ 18 من عمرى وأبى وامى منفصلان وكلا فى حياته وكل ما أمثله لهما مجرد مكالمه هاتفيه (كيف حالك حبيبتى ؟؟) و(أعتنى بنفسك كثيرا)

خرجت للعمل فقد تعلمت الباليه فى صغرى والانا تنقل من مكان لمكان اعلم البنات بعض رقصات الباليه واتقاضا اجرا عن ذلك , أشعر بالخوف يحاصرنى من كل مكان لا أجد من يهتم بى واجدنى وحدى فى مواجهه الدنيا لذلك كثيرا ما أبكى ولكن ماذا يجدى البكاء!!

***************************************

القلق............. حسن القلقان

هو شاب فى 22 من عمرة نحيف الجسم صوته مضطرب وجهه قلق تتعثر خطواته وتطيح بما امامه فتجد أصوات تهشم وسقوط كلما تحرك فى مكان يتلعثم فى الكلام كما تتلعثم خطواته

***************************************

الحرمان............. عم على

هو رجل قد تجاوز 40 من عمره عيناه زرقاوتان قليل الكلام وكان اتى للدنيا توا يحتضنها بعينيه ويطيل التأمل فى الطرق والانهار والحقول

عرفت بعد ذلك انه خرج من السجن حالا بعدما قضى 6 سنوات من عمره حرم من زوجته التى احبها وقاربه البسيط الذى صنعه بيده ودنياه التى تمنى ان يحيا كل دقيقه فيها , وعن سبب دخول السجن قال : تشاجرت انا وزوجتى وخرجت وتركتها فلحقت بى وعندما صرخت بها أن تبتعد عنى وتتركنى وأثناء كلامنا تدخل أحد الرجال المارين فى الشارع فدفعته بيدى ليبتعد أثناء سقوطه على الارض ارتطم رأسه بصخرة كبيرة فقامت ودخلت السجن واشفاقا على زوجتى التى احببتها جدا فى اول زيارة لها لى اعطيتها اوراق الطلاق فاردتها ان تحيا حياتها والا تتقيد بى ومن وقتها أنقطعت كل اخبارى عنها .

***************************************

وعن قصة هذا اليوم

أستيقظت باكرا لانى اليوم ساغادر بلدتنا حيث سأقوم بتدريب بعض البنات فى أقصى الشمال

أنتهى التدريب وأثناء طريقى توقفت عند أحد المطاعم ودخلت لأحتسى مشروبا دافئ فالجو بارد جدا وتكاد ان تمطر

وأثناء تناولى القهوة أذ به يصتدم بى (حسن القلقان) فتتناثر القهوة على ملابسى فصرخت وتشاجرنا وأسرع بالاعتزار عما تسبب وتدخل رجل (عم على) يكبرنا فى العمل لينهى النقاش ويصلح ما حدث وأبدى الشاب رغبته فى ان يصطحبنى بسيارته ونظرا لشكل الملابسى الملطخة بالقهوة وافقت

واوصلنى الى المكان الذى سأركب منه القارب ليعيدنى الى الجانب الاخر من النهر حيث بلدتى

وهناك عندما وصلنا وجدنا نفس الرجل الذى كان فى المطعم هناك كان بانتظار القارب

وأخربنا باننا لو أتينا لاستقلال القارب فالجو عاصف والغيوم تملأ السماء والقارب لن يتحرك فى هذا الجو

الوقت لا يزال عصرا ولكن الجو مظلم بالغيوم وهطلت الامطار بغزارة فعرضنا عليه ان يركب معنا وقال الشاب(عم على)سأصطحبكم الى الجانب الاخر من النهر .

وتحركت بنا السيارة نحن الثلاثة وجمعنا القدر بدون ميعاد ولا سابق معرفة

عرف كل منا نفسه للاخر واين يسكن وما الذى اتى بكل منا الى الشمال

تبادلنا التعارف وانا لازلت أشعر بالازدراء من هذا الشخص الاحمق ياله من سازج كيف يصطدم به ويجعل القهوة تلوث ملابسى هكذا يالك من غبى .

و تنبهت على صوت الرياح وهطول الامطار بغزارة والظلام وقال حسن القلقان لقد انعدمت الرؤية ولا يمكننى القيادة فأوقف السيارة فى بجوار احد المنازل لنحتمى من الامطار والعواصف

فأنطلقت باكية وقلت لماذا يحدث لى كل هذا ملابسى ملطخة , الجو ممطر,القارب معطل, وماهذا الظلام فربت عم على على كتفى وقال لى كفى عن البكاء وحاولى مواجهه كل شئ بقوة ولا تتصرفى هكذا كالضعفاء اعتمدى على نفسك وقاومى الحياة واهزمى الضعف.

أنا وحسن القلقان وعم على

جمعتنا الظروف ودون ميعاد القت بنا هناك بعيد عن مساكنا فى مهب العواصف والرياح والضباب والامطار

كأنها تضعنا فى أختبار بسيط لتقول انا هذه هى الدنيا العواصف والرياح والضباب والامطار

ولكننا لم نحتمى الا ببعضنا البعض يساند كل منا الاخر يمسك فى يده ولا يفلتها ابدا .

ووسط هذا الظلام لا تكلد ترى الا عيون لامعه بالحزن والخوف والحرمان

بدا كل واحد منا يسرد حكايته مع الدنيا وماذا واجهه وماذا جمع منها وكيف أثرت عليه

عندما تقترب من الاشخاص تراهم بوضوح تشعر بصدقهم لان الحزن صادق لا يكذب

عندما تشرد بعينيك بعيدا ويتحدث قلبك لا لسانك وتستسلم ملامحك لحزن دفين وقتها لن تقول الا الصدق ولن تصف الا ما بداخلك سواء كان خوف او قلق او حرمان

حكى كل منا قصته اتضحك الرؤية

تحول ازرداءى لحسن وقد كانت رؤية سطحية الا احترام ورغبة فى الاقتراب منه اكثر واكثر بعدما رايت داخله النقى رغبته فى الحب والخير

وتغيرت رؤيتى لعم على من عابر سبيل فى حياتى الى رجل احترمه واقدره بعدما علمت مقدار الحب الذى يكنه لزوجته وكم هو بسيط ويرى الحياة سهلة , وحكى لنا عن قاربه الصغير الذى صنعه ولكنه كان يود تزيينه بالمناديل الصفراء كما كان يفعل والده ولكنه دخل السجن وعانا من الحرمان من كل شئ يحبه

وقال انه لن يعود الى بلدته يريد ان يذهب الى اى مكان بعيد لا يعرفه احد فهو يقول ان قاربه لم يعد موجود وزجته قد تزوجت غيره بعدما قال لها ان تخرج من حياته وهو لم يقصد بذلك الى الا تضيع سنوات عمرها فى انتظاره

ولكنى سألته أكانت تعلم انك أول من أحببت أنها الوحيدة التى تسكن قلبك أجابنى بنعم

فقلت له اذن ستنتظرك

واقنعناه انا وحسن ا ناول تحرك لنا سيكون الى بلدته نبحث عن قاربه حيث كان يعيش هو وزوجته

واننا سنكون معه ولن نتركهه وسنواجه الموقف سويا وحتما سيجدها

وكان خوفه شديد فهو يخشى ان يصدم بالحقيقة التى لن يتحمل ان يراها بعينيه .

وبالفعل بعد ان هدأ الجو وبدأت الشمس فى الشروق فقد امضينا طول الليل فى الحديث مع بعضنا وكأنها جلسه فى عيادة دكتور نفسى كل منا افصح بمشكلته وما تسببت له من عقد بداخله اخرجنا ما بداخلنا ومع سطوع ضوء الشمس سطع الامل والنور فى قلوبنا نحن الثلاثه

وتحركنا سريعا الى بلدة عم على وطفنا على شاطئ النهر نبحث هنا وهناك عن القارب ولكن دون فائدة

فقال عم على انها النهاية انا اعلم انهم لم يعد لهم وجود الى فى داخلى فقط

شكرا لكم لتوصيل الى هنا ساودعكما وانزل من السيارة

كم كان حزننا العميق على عم على وهل حقا هذه هى النهاية ان يظل هكذا يعيش بالحرمان من كل شئ باقى حياته .

وفى هذه الاثناء اذ بى المح فى احدى جوانب النهر مناديل صفراء تتطاير

فصرخت قائلة لعلى توقف وارجع بالسيارة للخلف قليلا

وعندما عدنا للخلف بعض خطوات فاذا به قارب صغير مزين بالمناديل الصفراء مثبت عند شاطئ النهر ونظرنا الى عم على لنرى فى عينيه رد فعله وهل هذا هو قاربه ام لا

فاذا بعينيه تمتلأ بالدموع والفرحه انه هو


ونزل من السيارة ونزلت الى جانبه وخرجت سيده من القارب فقد أخرجها صوت محرك السيارة

فأمسك عم على كتفى وهمس فى اذنى انها هى انها هى

واحتضنها وكله سعاده وامل ورغبة فى العودة للحياة مع زوجته وقاربه الذى افتقدهما كثيرا

وادركت وقتها انها البداية بدايه كل منا

انا وجدت من يحمينى ويهتم بامرى (حسن الذى لم يعد قلقان)

وحسن وجد فى من يرى نفسه فى عينيها فيستمد ثقته وطاقته حبه للحياة

وعم على وجد بدايته وعثر على شعاع النور والامل الذى قد دفنه فى قلبه من زمن وظن انه غير موجود

وهذه هى النتيجة

عندما يجتمع............. الخوف والقلق والحرمان

شيماء

12/10/2010